عرفوك فخافوك فقتلوك.. ولكن سنكمل المسيرة،
لأنهم عرفوك ولأنك استصعبت عليهم
وكنت صاحب الكلمة الجريئة والموقف الثابت المحق،
لأنك كنت الرأس رأس المشاريع
خافوك خوف الجبان فقتلوك قتلوا الجسد ففاضت الروح وبقي النهج نهج المشاريع..
بحياتك جمعتنا ووحدّتنا وبعد موتك كذلك..
وقد أصبحنا اليوم أكثر وعيًا وإدراكًا وأكثر توثبًا وهمًة ...
وقتْلك يا قتيل الغدر والظلم يا قائد المسيرة يا حبيب القلب ونور العين
أوقد فينا شعلة لن تطفئها نار ولن تطفئها رصاصة...
شعلة سيمتد وهجها في كل الاتجاهات فتنير درب المسترشدين وتحرق قلوب الحاقدين ..
يا قائد المشاريع .. لقد بكاك الوطن وبكتك الأمة
وبكتك "المشاريع" بكاء من يفقد رجلا بألف،
وبكاء من يفقد الرئيس الحكيم والأب الحنون والمربّي الناصح ...
يا قائد المشاريع ... نم بإذن الله كنوم العروس الذي لا يوقظه إلا أحب الناس إليه ..
واهنأ بنعيم لا يزول وافرح بصحبة من تحب ...
قتلوك لأنك معتدل لأنك داعية الاعتدال لأنك رمز الاعتدال ...
قتلوك في لحظة غفلة فازدادت يقظتنا ،
أرادوا تنكيس علمنا فإذا بالعلم علمك الذي رفعت يبقى
مرفرفًا خفاقًا وهو ءاخذ بالارتفاع ....
وكلما ارتفع كلما ازدادوا سقوطًا سقوطًا ...
يا قائد المشاريع ... ما بين الرصاصة الأولى التي أطلقوها عليك والرصاصة الأولى الأخيرة فترة من الزمن قليلة ولكنها كافية لنتعلم منها الدروس والعِبر...
ظنوا أنهم سيو قفون المسيرة ولكنا نعاهدك أنها لن تقف
وأننا سائرون على نفس الدرب ونفس الأسلوب
وباندفاع أكبر وبعزم لن يفلّه الحديد،
وخاب ما كانوا يظنون ....
يا قائد المشاريع .. كل طفل مشاريعي نزار ...
كلنا نزار .. كلنا مشاريع ...
والدموع الني تبكيها المآقي لا تعني اليأس
فأنت لم تعلمنا اليأس بل علمتنا الجرأة
وعلمتنا الأدب وعلمتنا الوطنية،
ولأنك علمتنا وكنت أستاذنا فإننا لن نرسب في لحظة الامتحان، ولن نطأطأ رؤوسنا
ولن نركع ولن نسجد إلا للخالق الواحد الأحد..
أيها الأستاذ المربي.... مدرستك ستبقى
وسيرتفع بنيانها لتناطح السحاب ولن تغلق بابها يومًا،
ودروسك دروس العلم والمعرفة
ودروس العزة والكرامة سيتلقفها الصغير كما الكبير،
وتُكتب في صحيفتك ثوابًا يرفع من مقامك في جنات النعيم ...
أيها القائد العظيم.. هم الذين سقطوا وهم الذين ماتت قلوبهم حتى من قبل أن يقتلوك،
أما أنت فبإذن الله من الأحياء الذين عند ربهم يُرزقون ...
أيها القائد العظيم ... كتابك المفتوح سنقرأ فيه
ونستقي منه كيف نبني الوطن وكيف نحب لبنان
وكيف تُرفع المؤسسات.
كتابك لن يُغلق فهو المنهج،
وأنت لن ننساك فأنت المعلم وأنت القائد وأنت الرئيس.
أيها القائد العظيم .. استعملت الكلمة فلجأوا إلى الرصاصة
فسقطوا هم برصاصتهم وارتفعت روحك إلى حيث شاء ربك ....
يا قائد المشاريع ... كل المشاريع مشاريعك
ولو نطقت جدران مدارسنا ومؤسساتنا لنطقت وشهدت لك بالعظمة ...
والأرض في يوم من الأيام ستُزلزل زلزالها، وتُخرج أثقالها
وتُحدّث أخبارها بأنّ ربك أوحى لها،
وما عملته من خير ستلقاه هناك وستراه هناك حيث محمد وصحبه الذين إليهم كنت تشتاق وعلى دربهم كنت تسير وتقتدي.
أما بلال ابنك ... بلالك فبلالنا ..
وأما حسامك فحسامنا وقائدنا ودفؤنا وملاذنا ....
يا نزار السعد لا تبال فهنا حسام المجد ...
|