عهد ووفاء للقائد الراحل سماحة الشيخ نزار حلبي رحمه الله
بقلم رئيس فرع البقاع في جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية فضيلة الشيخ أسامة السيّد الحمد لله رب العالمين وسلام على عباده المخلصين. أما بعد فيقول الله عز وجل في كتابه الكريم {من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا} سورة الأحزاب – آية 23 إن المرء لتعتريه الرهبة ويتملكه الوجل إذ يسطر مآثر الرجال الرجال، وها هو اليراع يقف منتصبا بين أنامل ترتجف إجلالا لتلك الشخصية الفذة التي نسوق لأجلها جملة من العبارات على متن ورقة ستضم بين طياتها عبقا من أريج هذه الشخصية التي قلّ مثيلها في زمن تموج فيه الفتن كموج البحر الخضم، وتتوالى فيه المصائب توالي الليل والنهار. أجل هي شخصية عرفها من عرفها وجهلها من ليته كان عرفها ليدرك عظمة هذا الرجل المقدام. سيدي يا سماحة الشهيد، ماذا عساي أقول في ذكرى رحيلك التاسعة، وبما عساها تفي الكلمات، فلإن جرى قلمي بشئ فهو مما تلقفته من علمكم وبلاغتكم، ولإن قصرت يدي عن البيان فلإنني أحار ماذا أقول فيك، فلقد كنت قائدا ملهما وربّانا ربّانيّا تقود سفينة النجاة نحو سواحل الأمان بحكمة بالغة وحزم وعزم قلما اتصف به قائد آخر. كنت للمشاريعيين أبا عطوفا تحنو عليهم بعطف وبر وإحسان، كنت لهم حصنا وملجأ من عاتيات الزمان وعاديات الدهر. عرفوك فأحبوك، عرفوا فيك الشجاعة والشهامة، عرفوا فيك الجرأة والإقدام، عرفوا فيك الخير والفضيلة، عرفوك آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر لا تخشى في الله لومة لائم، فهفّت إليك القلوب واطمئنت لك الأفئدة فكان لك الولاء لأنك أنت اللواء. رحلت وقد زرعت فينا بذور الخير فأينعت المؤسسات النموذجية، وقامت صروح المجد والحضارة التي أرسيت أسسها، فاستمرت من بعدك واتسعت في عهد خلفك الحسام، هذا الحسام الذي سللته من جعبتك الملأى واخترته أمينا على سرك وسريرتك، فاختاره المشاريعيون رئيسا لهم ثقة به وبك، وحبا بمتابعة نهجك لنكون ما حيينا على دربك الذي ارتضاه لك علامة الدنيا مولانا المحدث الإمام الشيخ عبد الله الهرري الحبشي رضي الله عنه وعنك. فنم يا سيدي قرير العين، نم نوم العروس، فالمشاريع مستمرة على النهج والوعد، ثابتة على الحق ماضية فيما تريد على خطى الأبرار الصالحين تقتفي أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته الأعلام الميامين، ومن كان هذا دأبه سعد في الدنيا والآخرة، وكان من الذين لا خوف عليهم ولا يحزنون. وما أحسن أن نتذكر ما قاله خبيب رضي الله عنه ورددته أنت يوماً فلست أبالي حين أقتل مسلماً على أي جنب كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ يبارك على أوصال شلو ممزع.