بابتسامته العذبة فارقنا و بوجهه الطاهر النير ودعنا...وهو هو كما عرفناه و كما ألفناه معطاء ذا همة نادرة في الدعوى الى الله سبحانه. لم نعرفه الا في ساحات في ساحات الخير و ميدان الطاعة من أراد رؤيته أو الاجتماع به فهو هناك حيث أبواب العبادة و حيث أعتاب مجاهدة النفس و حيث أفاق المعالي التي لا يرتقي الى أعاليها الا الرجال الرجال... تطالعنا عيناه كل يوم و فجر من الانجازات و المؤسسات. رجل في الثبات على الحق صلب صلابة تتقاصر عنها الجبال .رجل في الشفقة على أبناء وطنه و أمته أحن من الأم على فلذة كبدها ...رجل تسابقت دموع الصغير قبل دموع الكبير الى وداعه ورثائه...العين بغيابه فقدت نيرا لا يطلع...رجل صالح هو سماحة الشيخ نزار حلبي رحمه الله... عرفته المنابر عملاقا وجبلا راسخا يقول الحق لا يخشى في الله لومة لائم كم دعا رحمه الله الى نبذ التطرف باسم الدين و ترك منهج الافراط و منهج التفريط . هكذا كان وهكذا كانت جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية و لازالت علم و عمل و اخلاص و تضحية في القول و العمل والعالم اليوم يشهد يقظة أو صحوة جماعية ضد التطرف و أشكاله و صوره المستمرة باسم الدين. يقظة كان الراحل الكبير قد نبه الى أهميتها و لم يخشى في الله لومة لائم ...الا أن اغتالته رصاصات التطرف و هو في قمة عطاءاته. غبت عنا يا بدر بيروت بالجسد و أنت في قلوبنا وفي أناسي المقل ماثل فينا مناهجك راسخة فينا كلماتك. اذا المشاريعيون كلهم نزار و كلهم حسام يحركهم حب الاخرة فتلراهم سيول اندفاع نحو طرق الخيرات فهم ماضون في مسيرة الخير .فترى ابن السنوات الثلاث الذي يشدو لسانه بترداد رسالة ابن عساكر في التوحيد. أجيال نبتت نباتا حسنا في واحات " المشاريع " و مسيرتها الرائدة المباركة خلف ذلك البطل اليقظان الساهرعلى سلامتها ورقيها وادارة دفة سفينتها بحكمة التوجيه و صلابية القرار و همة القائد الفذ...انه خلف الخير سماحة الشيخ حسام قراقيرة حفظه الله. ليحفظك الله يا جمعية المشاريع و ليحفظ لنا دعاتك و انجازاتك ...فأنت أنت كما وصفك معلم التوحيد المحدث الهرري بقوله "جمعية المشاريع الخيرية الاسلامية حصن يلتجأ اليه الناس من فساد الاعتقاد"