الحمد لله رب العالمين له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن، صلوات الله البر الرحيم والملائكة المقربين على سيدنا محمد أشرف الخلق والمرسلين، اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا وأنت يا حي يا قيوم تجعل الحزن إذا شئت سهلا، اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمل اللهم جنبنا الفتوى بغير علم. أما بعد، روى الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "ومن أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة"، وكذلك روى ابن حبان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال "لا تجتمع أمتي على ضلالة فإذا رأيتم اختلافا فعليكم بالسواد الأعظم"، وقال صلى الله عليه وسلم "من شذَّ شذَّ إلى النار"، فهناك شبه ألقاها المنحرف الشاذ المدعو عبد الرحمن محمد سعيد دمشقية فيها قال إن الاستغاثة بغير الله لا تجوز واعتبرها من الشرك والضلال، فقال في شريط له في أستراليا، "إن الذي يقول يا محمد أو يا رفاعي أو يا جيلاني وقع في نوع من أنواع الشرك". أولا نقول يوجد في كتاب للإمام السيوطي سماه الخصائص الكبرى في ج1/ص6 يذكر أن ءادم لما اقترف الخطيئة قال "اللهم بحقِ محمد إلا غفرت لي"، فنبي الله ءادم قال بحق محمد رواه السيوطي وغيره. فآدم عند الوهابية يكون أشرك بالله تعالى، وفي كتاب البداية والنهاية لابن كثير الذي تحبه الوهابية في المجلد الذي فيه الجزء السابع والثامن ص 104-105 يذكر فيه عن بلال ابن الحارث المزني الصحابي الذي قصد قبر النبي وطلب منه ما لم تجري به العادة وتوسل به، وفيه يقول "إن أهله طلبوا منه أن يذبح لهم شاة فقال ليس فيهِنَّ شيء فألحوا عليه فذبح الشاة فإذا عظمها حُمُرٌ فقال: "يا محمداه"، ما كفر ولا كفره أحد من الصحابة. وقال الحافظ أبو بكر البيهقي في رواية أخرى عنه أنه جاء إلى قبر النبي في عام الرمادة فقال: يا رسول الله استسقي لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتاه الرسول في المنام، فقال: (ائت عمر فأقرأه مني السلام وأخبره أنهم يسقون) ثم يقول البيهقي: وهذا إسناد صحيح . وفي كتاب الجامع للعلل في معرفة الرجال، لعبد الله بن أحمد بن حنبل رضي الله عنه صاحب المذهب الحنبلي المشهور الذي تنتسب إليه الوهابية زوراً وبهتانا، في المجلد الثاني ص 22 رقم المسألة 250 قال "سألته عن الرجل يمس منبر النبي ويتبرك بمسه ويقبله ويفعل مثل ذلك أو نحو ذلك يريد بذلك التقرب إلى الله عز وجل، فقال الإمام أحمد: لا بأس بذلك"، والوهابية تكفر من فعل ذلك، فكفروا الصحابة وكفروا بلال بن الحارث المزني وكفروا أيضا الإمام أحمد والعياذ بالله تعالى. وفي كتاب الأدب المفرد للبخاري وليس عليه تحقيق كمال يوسف الحوت كما زعم عبد الرحمن دمشقية ص207 حديث رقم 438 يذكر السند ثم يقول "عن عبد الرحمن بن سعد قال: خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك، فقال: يا محمد"، وفي كتاب الأذكار للإمام النووي ص271 باب ما يقوله إذا خدرت رجله يذكر السند ثم يقول "خدرت رجل ابن عمر فقال له رجل اذكر أحب الناس إليك فقال يا محمد، فكأنما نشط من عقال" والخدر مرض يُشبه الشلل وليس التنميل الذي يعرفه الناس اليوم. والكتاب المسمى الكلم الطيب لزعيم الوهابية ومرجعهم ابن تيمية، الذي طبعه المكتب المسمى الإسلامي لزهير الشاويش تأليف ابن تيمية تحقيق محمد ناصر الدين الألباني الذي هو من زعماء الوهابية في هذه الأيام، رقم الفصل 54 رقم الحديث 235 يقول"عن الهيثم بن حنش قال: كنا عند عبد الله بن عمر فخدرت رجله، فقال له رجل: اذكر أحب الناس إليك، فقال: يا محمد "فكأنما نشط من عقال"وهذا التناقض عند الوهابية، الكتاب المذكور لابن تيمية سماه الكلم الطيب أي استحسن ما فيه وذكره ليقوله للناس، وما قال إنه ضعيف أما هؤلاء يقولون إنه ضعيف، فلو سلمنا معهم أنه ضعيف، فهل يكون على زعمهم ابن تيمية وضع حديثاً ضعيفاً لتعليم الناس الشرك والكفر ومع ذلك يسمونه شيخ الإسلام، فما هذا التناقض وما هذا التذبذب في الاعتقاد، فإن ابن تيمية عند الوهابية مشرك كافر ومع ذلك يسمونه شيخ الإسلام هم لا يقولون عنه مشرك لكن حكما كفروه. وهذا زعيمهم الأول ابن تيمية يقر التوسل، ثم الألباني يقول في التحقيق "وقد أثبتنا هذه الرواية لأننا اطلعنا عليها في بعض النسخ المخطوطة". وفي كتاب لمحمد بن عبد الوهاب مؤسس الحركة الوهابية سماه أحكام تمني الموت توزيع المكتبة السعودية بالرياض، وعلق عليه المدعو عبد الله بن عبد الرحمن الجَبْرين وكتبوا عليه : يوزع مجانا ولا يباع فيه جواز الاستغاثة بغير الله في ص 60 قال محمد بن عبد الوهاب النجـديّ "ولابن أبي الدنيا عن زيد بن أسلم كان في بني إسرائيل رجل قد اعتزل الناس في كهف جبل وكان أهل زمانه إذا قحطوا استغاثوا به فدعا الله فسقاهم، فمات فأخذوا في جهازه، فبينما هم كذلك إذا هم بسرير يرفرف في عنان السماء حتى انتهى إليه، فقام رجل فأخذه فوضعه على السرير، فارتفع السرير والناس ينظرون إليه في الهواء حتى غاب عنهم. فهم لا مع زعيمهم الأول ولا مع زعيمهم الثاني، فالأول روى حديث عن الاستغاثة والآخر روى مسألة في الاستغاثة، والوهابية يزعمون أنهم يدعون إلى التوحيد، وهم يدعون في الحقيقة إلى الشرك والكفر والضلال . في كتابٍ للقاضي عياض المالكي ج2/ص85 يقول "والتبرك برؤية روضته ومنبره وقبره ومجلسه وملامس يده وَمَوْطِئُ قدميه والعامود الذي كان يستند إليه وينْزل عليه جبريل بالوحي هناك، وبمن عمره وقصده من الصحابة وأئمة المسلمين، والاعتبار بذلك كله" وفي بداية هذا الفصل ص 83 قال "وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم سنة من سنن المسلمين المجمع عليها وفضيلة مرغب بها". وفي كتاب عدة الحصن الحصين في كلام سيد المرسلين للإمام شمس الدين الجَزَري ص 20 يتكلم عن الأماكن التي يستجاب الدعاء فيها قال "وعند قبور الأنبياء، ثم قال: وجربة استجابة الدعاء عند قبور الصالحين"، فكل هؤلاء عند الوهابية صاروا من الكفار والعياذ بالله تعالى. وفي كتاب للإمام ابن حجر الهيتمي المسمى حاشية ابن حجر على الإيضاح ص 214-215 قال "ولا يُغْتَرّ بإنكار ابن تيمية لسنية زيارته صلى الله عليه وسلم، فإنه عبد أضله الله كما قال العز بن جماعة، وأطال في الرد عليه التقي السبكي". فالوهابية تكفر الصحابة ومجموع الأمة الإسلامية، ثم هؤلاء العلماء الأوائل بَـيـَّـنوا من هو ابن تيمية الحـرّاني الذي تتبعه الوهابية، ففي كتاب إتحاف السادة المتقين بشرح إحياء علوم الدين للإمام مرتضى الزبيدي ج2/ص173 يقول: قال الحافظ تقي الدين السبكي "وكتاب العرش من أقبح كتب ابن تيمية، ولما وقف عليه الشيخ أبو حيان، ما زال يلعنه حتى مات" العلماء كانوا يلعنون ابن تيمية وجعلوا ذلك وردا لهم، والوهابية يقولون عنه شيخ الإسلام. وفي كتاب تفسير القرءان النهر الماد للإمام الأندلسي ج1/ص254 قال "قرأت في كتاب لأحمد بن تيمية هذا الذي عاصرنا وهو بخطه سماه كتاب العرش إن الله تعالى يجلس على كرسي وقد أخلى منه مكانا يقعد فيه معه رسول الله", والعياذ بالله تعالى من الكفر والضلال.