نزار حلبي لحن عذب أنشدناه ولا نزال ننشده، وسنبقى ننشده. لقد كان صاحب السماحة الشيخ نزار حلبي رحمه الله صاحب شخصية تحار فيها عقول المفكرين، وتقف واجمة قائد أمة وعظيم همة، رجل بألف في أعماله و انجازاته صاحب بصيرة مشرقة و فكر نير، ترى الصدق في أقواله و أفعاله، لا يعرف المداهنة، سيفا مسلولا على أهل الزيغ و التطرف و الضلال لا يلين معهم و لا يستكين ترى الأمانة الشرعية في تصرفاته و معاملاته بين الناس، حلو المنطق فصيح الكلام وفيا لأصحابه و اخوانه خدوما لهم ناصحا يضع الأمانة الشرعية نصب عينيه يزن الأمور بميزان الشرع فلا يتعدى حدود الشرع ذكيا ثاقب الفكر لا يصرف وقته سدى بغير منفعة لقد صال صولة الدرغام الشجاع وزمجرفي مواجهة أهل الزيغ و الضلال الذين شوهوا سمعة الاسلام و الدين كان رحمه الله دائما يحذرمن الفرق الضالة لذلك إنهالت عليه و على اخوانه المشاريعيون السيوف و الرماح و هو رحمه الله ثابت كالجبل الأشم لا يتململ و لا تنيل له قناة و تكاثرت عليه الجراحات و الضربات و الأعاصير الى أن شرفه الله تعالى بشرف الشهادة و هذه سنة الله في الدعاة الى دينه. هذا غيض من فيض و جزء من كل سطر و من قِمطر و قطرة من بحر من سيرة قائد عظيم من عظماء التاريخ و الأمة الاسلامية ..... يرحمك الله يا صاحب السماحة , يا عظيما بين العظماء..... و يا رجل بين الرجال ....و يا قائدا حكيما بين قادة الأمم و التاريخ . لقد كنت شمسا مشرقةفي سماء المشاريع و ما زالت أنوارك تضيء الديجور للسالكين درب الهدى و الحق و النور فكيف ننساك ّّ...و ما أحسن أن نتذكر ما أوردته يوما :
فلست أبالي حين أقتل مسلما ... على أي جنب كان في الله مصرعي و ذلك في ذات الإلـه و إن يشأ ... يبارك على أوصال شِلو ممـزع
فالمشاريع مستمرة على نهجك نهج الوعد، ثابتة على الحق ماضية فيما تريد على خطى الأبرار الصالحين و بمسيرة منيرة ماضية قدما نحو علا الأمجاد والازدهار، مسيرة لا تعرف التقهقر و لا النظر الخائب الى الوراء، مسيرة لا يوقفها إرهاب، و لا يهزها اغتيال، مسيرة لسان حالها شديد المراس، و هو يعنون لها اذ يشدو فيباري أبا فارس:
و في الليلة الظلماء يفتقد البدر ... وعند اشتداد الليل يرتقب الفجر
نزار حلبي ... عشقناه ... و لا نزال نعشقه ... و سنبقى .... سنبقى نعشقه.