القسم : مقالات الشيخ محمد الصباغ - الزيارات : 1216 - التاريخ : 11/12/2020 - الكاتب : محمد الصباغ
وعلى هذا يُحمَل ما يُوجد في بعض الكُتُب ولا يجوز أنْ يُحمَل على تكفير من قال "عصى آدم" لأنَّه مُوافق للقُرآن فلا يكون كُفرًا. فالقُرآن {فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ} و{وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} فلا يأتيه الباطل مِن بَين يدَيه ولا مِن خلفه ونحن مأمورون بتدبُّر معانيه لتثبيتها فِي الصُّدور. والحُكم بالتَّكفير لمُجرَّد قول "إنَّ نبيًّا عصى" فيه تكفير للأُمَّة كُلِّها والعياذ بالله.
فما معنى قول بعض العلماءِ:" لازمُ المذهبِ مذهبٌ" وقول بعضهم: " لازمُ المذهبِ ليسَ مذهبًا" وكيف يجمع بينهما وكيف خلط بعض الجهال بينهم.
ولكي نفهم هذا الأمر علينا معرفة أمور وهي ما هو المذهب؟وما معنى لازم المذهب؟ وما هو اللازم الخفي؟ وما هو اللازم البين؟ وهل إذا قال الشخص كلاما يؤآخذ بكل لوازمه؟
كثير من الناس يختلط عليهم هذا الأمر فبعض أهل الضلالِ يقولونَ :" ما يلزمُ من قولِ مسلمٍ أو من فعلهِ إن كان يؤدي إلى الكفرِ لا يكفُرُ عليهِ" ويستدلون على زعمهم بقولَ بعض العلماءِ :" لازم المذهبِ ليس بمذهبٍ".
القسم : مقالات الشيخ محمد الصباغ - الزيارات : 1996 - التاريخ : 17/7/2020 - الكاتب : محمد عبد الجواد الصباغ
المُماكسة وبيان مندوبيَّة تركها
وبعدُ فالمُماكسة هي المُجادلة عند الشِّراء بين المُتبايعَين لغرض الحَطِّ مِن السِّعر؛ جاء في [لسان العرب]: <الْمُمَاكَسَةُ فِي الْبَيْعِ: انْتِقَاصُ الثَّمَنِ وَاسْتِحْطَاطُهُ وَالْمُنَابَذَةُ بَيْنَ الْمُتَبَايِعَيْنِ> انتهى.
وفي [القاموس المحيط]: <وَتَمَاكَسَا فِي الْبَيْعِ: تَشَاحَّا. وَمَاكَسَهُ: شَاحَّهُ> انتهى وفي [لسان العرب] كذلك: <وَيُقَالُ: هُمَا يَتَشَاحَّانِ عَلَى أَمْرٍ إِذَا تَنَازَعَاهُ، لَا يُرِيدُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْ يَفُوتَهُ> انتهى.
والمُماكسة فيها هوى نفس، ولذلك فإنَّ تركها أفضل لمَن لا يضرُّه تركها فلا يُعطي نفسه هواها؛ فلو طلب البائع مبلغًا وكان المُشتري لو ماكسه لاشتراه بأقلَّ مِن ذلك بكثير فالأحسن له أنْ لا يُماكسه.
هذا هو الحال الرَّفيع لمَن كان يشتري لنفسه ولا يحتاج للمُماكسة؛ بخلاف ما لو كان مُحتاجًا ليس معه ما يقوم بحاجاته الأصليَّة أو كان يشتري مِن مال مصالح المُسلمين أو كان مُوكلًا بالشِّراء لغيره.